Wednesday, June 13, 2007

قيادات إخوانية: انتخابات الشورى لن تؤثر في منهجنا الاصلاحى السلمي

انتهت انتخابات الشورى المصرية كما كان متوقعا... تزوير فاضح وانتهاكات صارخة وفوز عظيم لمرشحي الحزب الوطني الحاكم وفشل الإخوان المسلمون في الحصول ولو على مقعد واحد بالرغم من فوزهم في الانتخابات التشريعية الماضية –مر 6 شهور فقط- ب88 مقعد.
وشهدت كافة التقارير الرقابية والحقوقية بذلك التزوير الفاضح الذي مارسته الحكومة المصرية.
انتهت الانتخابات ولكن لم تنتهي المواجهة المستمرة بين النظام المصري وجماعة الإخوان المسلمون والتي تتصاعد بين الفترة والأخرى فمازال هناك ما يزيد عن 700 معتقل للإخوان المسلمون فى سجون مبارك ومازالت المواجهة مستمرة
حول هذا الموضوع وفي استطلاع رأي قام به موقع اخوان ويب بين بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمون
أبو الفتوح :
ما حدث في الانتخابات انتكاسة و تشويه لصورة مصر وللشعب المصري وتاريخه
مرسي :
تزوير غير متقن قاموا به والرئيس أول من خالف التعديلات الدستورية
العريان :
التغيير السلمي يبدأ من تغيير الشعب نفسه من سلوكياته والمواجهة بحقوقه

بداية تحدث الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي بجماعة الاخوان المسلمين وعضو مكتب الارشاد قائلا :
انتخابات الشورى لم تكن انتخابات، فالانتخابات الحقيقية يكون فيها تمثيل حقيقي للناس و آرائهم و أصواتهم، و تشجيعهم على التصويت لمن يرونه مناسباً. و هذا ما لم يحدث على الإطلاق. هناك معايير معروفة للانتخابات في أي مكان في العالم... و المعيار الأول هو السماح لكل المرشحين المتقدمين للانتخابات بالإعلان عن برنامجهم و رؤيتهم بشتى الطرق المتاحة، و النظام المصري قد منع مرشحي الإخوان من كافة وسائل الدعاية، فقاموا بتمزيق وسائل دعايتهم، و منعوهم من حضور المؤتمرات و المسيرات، و أيضاً منعوهم من الاتصال بالجماهير، بل و اعتقلوا مناصريهم و مؤيديهم.
وأضاف أبو الفتوح أما المعيار الثاني فهو تمكين المواطنين من الذهاب للجان الانتخاب و الإدلاء بأصواتهم و القيام بواجب الانتخاب الذي هوأساساً أحد الواجبات السياسية، والحكومة المصرية منعت المواطنين، فأغلقت بعض اللجان و ضيقت على المواطنين في لجان أخرى، و منعت الناس من الادلاء بأصواتهم في الدوائر التي فيها معارضة و خصوصاً إذا كانت إخوانية.
أما عن المعيار الثالث للانتخابات، فقد تحدث عنه د\ عبد المنعم قائلا "يتمثل في ضمان سلامة التصويت و عدم السماح بتزوير الإرادة الشعبية. ما حدث أنهم قاموا بحشو الصناديق بأوراق انتخابات مزورة ، و رفضتها أجهزة الاعلام و مراكزالرصد... فبالطبع هذه ليست انتخابات حقيقية. العدوان على المواطنين عامةً و تدخل أجهزة الشرطة لمنع الناس، بالطبع هذه كلها وسائل لا توصل الإحساس بالأمان للناس و هم يشاركون في العملية الانتخابية. للأسف هذا هو ما حدث في الانتخابات و هو انتكاسة و شبهة و تشويه لصورة مصر و للشعب المصري و تاريخه كله. هذا و ما يسمى بنادي الحزب الوطني الحاكم.
و عن تصور و رؤية الإخوان المسلمين لما بعد انتخابات الشورى، قال"نحن مشاركتنا في الانتخابات مع كل هذه الظروف التي كنا نتوقع حدوثها هدفها إحداث حيوية في الشارع المصري والاتصال بالجماهير، و إشعار الجمهور و الشعب المصري كله بأن هناك واجب عليه من أجل الإصلاح و إزالة أوجه الفساد العديدة في مصر. و بالتالي فإننا مستمرون في رؤيتنا و في التعامل السلمي لكل ما يواجهنا من صعوبات، و مصرين على عملية الإصلاح السياسي و الإصلاح الشامل لوطننا. و نعلم أنننا دفعنا من خلال اعتقال أكثر من 1000 من الإخوان المسلمين، كل الجريمة التي ارتكبوها هي أنهم أرادوا أن يمارسوا حقوقهم السياسية. نعلم أن التضحيات كثيرة من أجل إصلاح مصر، و لكننا بالطبع سنستمر في طريقنا السلمي الهادئ و لن ندع وطننا الحبيب "مصر" فريسة للصوص والمفسدين والمخربين، لن ندعه أبداً."
و أضاف د\ عبد المنعم أن النجاح في الانتخابات ليس هو كل شئ، و قال "كان من الممكن مواجهة الانتخابات من خلال طريقتين، إما طريقة المقاطعة الإيجابية أو المشاركة الإيجابية. و بالطبع كلتا الطريقتين تمثلان أحد أنواع الضغط الفعالة على المفسدين، و بالتالي فإن مجرد التواجد في حد ذاته مفيد و إلا الانعزال و السلبية التي ما كانت ستؤدي إلى إصلاح. و المقاطعة الإيجابية التي قام بها بعض أطراف المعارضة في مصر جيد لأنها مقاطعة إيجابية و ليست سلبية بالمرة، كما أن المشاركة الإيجابية التي قام بها الإخوان المسلمون هو أيضاً جيد، لأن كل هذا يشكل ضغطاً على أعصاب المفسدين و الفاسدين و هذا يحقق خطوة في طريق الإصلاح و إن كانت بطيئة بعض الشئ، و لكننا ليس أمامنا غيرها لأن البديل هو ضياع الوطن كله. و ما نسعى إليه هو ما يسعى إليه كل الشرفاء من أبناء مصر.. فهم بالطبع لا يريدون عدم استقرار للوطن، نحن نصلح وطننا و لكن دون ضياعه.

و في النهاية قال أبو الفتوح " إن هذه الانتخابات هي أداة نحن مستمرين فيها، و مستمرين في تواصلنا بشعبنا، و في تكوين موقف شعبي يقوى يوم عن يوم في مواجهة الاستفزاز و الفساد، نسعى في كل وسائل الضغط السلمي التي لا تؤدي إلى انهيار للوطن، فنحن مستمرين في كل هذه الوسائل السلمية المعتادة. هذه الوسائل ربما تكون بطيئة بعض الشئ و لكنها مؤثرة و ليس هناك بديلاً لها، فالبديل الوحيد هو الثورة التي تطيح كل ما أمامها من الأخضر و اليابس و هذا ما لا نريده نحن الإخوان المسلمون.

ويعلق الدكتور محمد مرسي القيادي البارز في جماعة الاخوان المسلمين حول ما حدث في انتخابات الشورى قائلا :
استخدم النظام الاجراءات الامنية والقمعية بطرق لا معقولة ولا قانونية لتزوير ارادة الناس بمنعهم من الدخول الى اللجان وبتغيير البطاقات التي تمنع الاختيار لبعض من استطاع الدخول بملئ الصناديق ببطاقات مسودة معدة سلفا وتزوير الارقام التي اختارت الناس وبالتالي حصول البعض على 100ألف صوت وكأن نسبة الحضور تعدت الثلاثين في المئة وهذا متكرر في كل الدوائر وكذلك الاعتداءات الامنية واحضار البطجية وارهاب الشارع والمواطنين وملاحظ قلة الاقبال بسبب الخوف من التعديات من الشرطة ومباحث امن الدولة.
وأضاف مرسى في الحقيقة كانت الانتخابات أول أمس صورة سيئة وقاتمة تضر الوطن وتسئ لمن قام بها وتنذر بغيوم سوداء قادمة اذا استمر هذا النظام بهذا الشكل وهذه الكيفية الفجة الغير مبررة والمخالفة للدستور ، والتعديلات الدستورية والقانونية التي كان هدفها اعاقة المعارضة وخاصة الاخوان من ان ينجحوا الا بارادة الرئيس نفسه وهو نفسه لم يلتزم بهذه التعديلات ولا على تطبيقها انما تجاوزها وقام بيديه عصا غليظة أكثر حدة من ذي قبل وقام بالتزوير المفضوح لانتخابات الشورى وهو تزوير حتى غير متقن.
وأشار مرسى إلى أن التغيير السلمي لا يحدث بين عشية وضحاها وليست الانتخابات هي وحدها المؤشر على تغير المجتمع انما هي وسيلة في رفع وعي الشعب واحياء الامة والمجتمع وافاقة الناس وزيادة وعيهم وتعرفيهم بحقوقهم ومطالبتهم بهذه الحقوق ولكي يرى الناس ما حولهم لابد من المشاركة الفعالة التي بها يتباين ظلم هذا النظام وعدم حرصه على مصلحة هذا الوطن فالمسألة تأخذ وقتها والتغييرالسلمي قادم ولننظر للمجتمع منذ ثلاثين عام مثلا كيف كان وكيف هو الان الناس في البداية كانت مغيبة اما الان فالوعي في المجتمع زاد واصبح الناس على علم بوجود مجلس شعب وشورى ومحليات ونقابات وغيرها فالوعي يزيد والباطل ينكمش وينزوي ، والتغيير السلمي له ادوات نمتلكها الان بدخولنا في شتى المجالات بالمجتمع والحالة الايجابية تزداد حتى لو اخذت سنوات وسنوات.
ومن جانبه قال الدكتور عصام العريان،القيادي في جماعة الإخوان المسلمين،
"إن الانتخابات هي وسيلة للتعبير عن إرادة الشعب، و التغيير السلمي يبدأ من تغيير الشعب نفسه من سلوكياته والمواجهة بحقوقه. ويجب على الإخوان و على كل المخلصين لهذا الوطن أن ينتشروا بين الناس ليعلموهم حقوقهم و كيف يمكنهم استرداد حقوقهم، بل و الحفاظ عليها. ليست الانتخابات وحدها هي التي تعني التعبير عن ارادة الشعب، فالشعب يمكن أن يظهر ارادته بطرق كثيرة جداً، يكفي أن يكره الفساد و يرفضه بقلبه و بلسانه، أو حتى يغيره إذا استطاع كما قال الرسول –صلى الله عليه و سلم- بيده." و أضاف " هناك العديد و العديد من الوسائل السلميةالتي يستطيع من خلالها الشعب أن يرفض الظلم و الفساد القائم. نحن لنا عبرة و عظة في الشعوب و التجارب السابقة، و على المصريين أن يستزيدوا منها، و أن يوجدوا لأنفسهم تجربة خاصة بهم... ليس شرطاً أن نقلد أحداً. "
و قد أعرب الدكتور عصام العريان أن أحد الأسباب الرئيسية لسيادة الفساد و انتشاره بهذه الصورة الفظيعة في مصرهو تفكك المعارضة الموجودة في مصر بشكل عام. و قال "الحل الوحيد الآن هو أن تلتقي كل أطراف المعارضة في البلد و المواطنين على اجندة واحدة و هي إجبار هذا النظام على الإقلاع عن الاستبداد و مقاومة الفساد الذي تفشى في هذا البلد."

No comments: