Sunday, June 17, 2007

د/ جمال عبد السلام : أحد المفرج عنهم حديثاً في حوار لاخوان ويب

حوار
أسماء شحاتة
، طبيب آمن بأن مهنته كما أنها تخفف الالام عن الكثيرين ، فإنها قد تجر الشقاء على صاحبها فكان من أهم رموز لجنة الاغاثة الانسانية بنقابة أطباء مصر والتى قدمت المساعدات الطبية للعديد من الاماكن المنكوبة ، الدكتور جمال عبد السلام الذى تم الافراج عنه منذ أيام قليلة عقب أربعة أشهر قضاها خلف القضبان بتهمة ومكررة وهي الانتماء لجماعة محظورة ، الدكتور جمال مواليد السيدة زينب ولديه من الأبناء 3 فاطمة متزوجة وعمر ومحمد ولديه حفيدين توأم وهو طبيب باطنة ومدير لجنة الاغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب بالقاهرة وكان لايجيبت برس معه هذا الحوار:
د.جمال عبد السلام
على النظام المصرى أن يسعى للمصالحة مع كافة التيارات والقوى السياسية

في البداية كيف تم الاعتقال وماذا حدث ؟
الاعتقال تم يوم الخميس 15 فبراير والحقيقة انا كنت في هذا اليوم مناوب في الامراض الباطنة بمستشفى الخليفة وهو عملي منذ أعوام طويلة وفي الواحدة والنصف بعد منتصف الليل وصل ضباط امن الدولة الى البيت وفتشوا المنزل فلما سألوا عني وأخبرهم الاهل اني في المستشفى جائوا الىّ هناك وأخذوني الى المنزل وفتشوه مرة اخرى ولكني اشهد لهم انهم كانوا في قمة الادب وقاموا بفتح بعض الادراج بسرعة جدا ولم يتجاوزوا حدود الادب في التفتيش والضبط واستأذنوا في دخول غرفة النوم بعد خروج زوجتي وارتدائها الحجاب ولم تحدث تجاوزات كالتي نسمع عنها في بعض الاماكن والحمد لله.
في هذا اليوم تمت احالتي الى قسم الدرب الاحمر واجلسوني في غرفة السويتش وليس مع المجرمين في الحجز وهذا امر اشكرهم عليه ثم ذهبنا الى نيابة الدرب الاحمر حيث قام الضابط بالتحقيق معي حوالي 3 مرات كل مرة ليست أقل من 8 ساعات وكان يناقشني في افكار الاخوان المسلمين وعن انتمائي لهم وكان يقول لي هذا خارج التحقيق ، واعتقد انه كان متعاطف معي وكان يود لو أعطاني البراءة ولكن بالاتصال بالمحامي العام لنيابة جنوب القاهرة قرر سجني 15 يوم وتم ترحيلي الى سجن المحكوم في طرة مع المجرمين والسجناء الجنائيين وتم حجز كل المجموعة التي تم القبض عليها في هذا اليوم هناك.

ما التهمة التي وجهت للدكتور جمال؟
التهمة كانت الانتماء لجماعة محظورة ومحاولة استغلال المناخ الاقصادي والسياسي بمصر لنشر افكار الجماعة والعمل على اثارة الفتنة الطائفية بين ابناء الوطن.

كيف واجهت تلك الاتهامات التي وجهت لك؟
الحمد لله زوجتي واولادي قاموا بعمل ملف جيد جدا بكل اعمالي واعطوه للاستاذ مختار نوح المحامي والذي ساعده كثيرا في الدفاع عني من تلك التهم الخاصة بالاخوة الاقباط فجمعوا كل صوري التي التقطت لي مع الانبا بسنت وفي الحفلات التي كنا نعقدها للاخوة المسيحيين فكانت لي صور كثيرة جدا معهم في حفلات كنت قد فكرت ان نبدأها في النقابة منذ عام 1993 كان يحضرها مندوب عن البابا شنودة منذ عام 93 وحتى العام الحالي وكانت علاقتي بهم دائما علاقة جيدة ومتميزة جدا فشرحت للنيابة اننى كمسلم هناك توصية من النبي صلى الله عليه وسلم بالاخوة المسيحين في مصر ونحن نلتزم بهذه الوصية وذكرت له الاية في سورة الممتحنة التي تدعونا الى المعاملة الحسنة لمن يخالفوننا في العقيدة واريت له تلك الصور كلها والحمد لله كان لها وقع جيد على الضابط ، وعن استثمار المناخ السئ الاقتصادي والسياسي في نشر افكار الجماعة استطعت ان اثبت عكس ذلك وتحدثوا عن اللافتات التي كنت اصحبها في الرحلات الاغاثية فقلت لهم انه اللافتات التي استخدمها في لجنة الاغاثة كانت تحتوي على جملة واحدة في اى مكان ذهبنا اليه وهى "هدية من الشعب المصري الى الشعب .. الشقيق " سواء كانت لبنان او باكستان او العراق او فلسطين المحتلة او في تسونامي اوغيرها من الاماكن وهذا اكثر ما يثبت اننا لم نستغل المناخ السئ كما اتهموني.

قضت المحكمة الافراج عنكم أكثر من مرة .. فكيف كنتم تستقبلون هذا الخبر وكيف كان وقع تنفيذه عليكم بعد اربعة اشهر خلف القضبان؟
كنت اعرف ان الحكم الاول بالافراج هو مثلما يقولون قرار مضروب وان الدولة لا تحترم قرار القضاء فلما سمعنا الحكم قلت لزوجتي التي انفعلت جدا بالخبر وانا في القفص اننى بمجرد الخروج سنذهب في رحلة انا وهي والابناء ولكن ان لم اخرج وصدر قرار اعتقال فلا تحزني واصبري فالحكومة لا تحترم احكام القضاء ولم اكن متفائل بتطبيق الحكم .

كيف كان يومكم داخل المعتقل ؟
كان يومنا يبدأ قبل صلاة الفجر بساعة أو ساعتين وفقا للظروف فكنا نقوم نصلي تهجد وقيام ونختم بركعتين قبل الفجر والوتر ثم نستعد لصلاة الفجر ببعض الاستغفار ثم نصلي الفجر ونبدأ في الاذكار حتى الضحى بعدها الافطار وحسب ادارة السجن بعد ذلك التي كانت تفتح علينا الزنازين فكنا حينما نخرج نتزاور في الزنازين لاخواننا فيها او نتريض حتى الساعة الثانية ظهرا فيتم الغلق علينا مرة اخرى فكنا نتناول غدائنا ونجلس سويا ونستثمرالاوقات بين الصلوات في التدارس وخاصة دراسة سورة يوسف التي ثبتتنا كثيرا واحيانا كنا نقوم بحفلات سمر داخل الزنازين فنقوم بالانشاد او تبادل التعليقات الساخرة وكل واحد من الاخوة يحكي ان كانت له زيارة ماذا تم فيها وبعدها كنا نبدأ فقرة حرة كل من يريد ان يقوم بشئ يقوم به.

كيف تفسر استمرار الصدام بين النظام والاخوان ؟
النظام لدينا ينظر تحت قدميه لا ينظر للعالم كله انه يتغير حولنا ولا ينظر للحركات الاسلامية التي خرجت من عباءة الاخوان المسلمين مثل حماس وحركة الاخوان المسلمين في الادرن وحزب تجمع الاصلاح في اليمن وغيرها تلك الحركات الان اما انها تمسك السلطة حاليا او انها تشارك في الحكومات ناهيك عن حركات اخرى مثل التي في تركيا فنحن هنا كالبعبع الذي يخيف الحكومة المصرية في حين اننا نقدم لهم البديل للازمات التي فشلوا في حلها ، قولي لى اين الازمات التي قامت حكومة الحزب الوطني بحلها ازمة المرور ازمة الاسكان ازمة المياه ازمة الصرف الصحي ازمة الاخلاق كل تلك الازمات موجودة وغيرها فلن تجدي اى ازمة منهم قد قامت بحلها تلك الحكومة.
وخلال عملنا في النقابات المهنية قدمنا نماذج مصغرة للحلول من تلك الازمات داخل النقابات نماذج اسلامية طاهرة فلم تجدي واحد من الاخوان سرق من اموال النقابات ولم نستثمر اموال النقابات الا في اعمال تنفع النقابة وتدر الربح على اعضائها ولم نسمع يوما عن احد الاخوان في النقابات سرق او ارتشى ، انما قدمنا حلول اسلامية مميزة وشريفة داخل النقابات المهنية ، فأنا رايي الشخصي انه تلك الازمة تأتي من خوف الحكومة ممن يعمل عمل خير حتى لو لم يكن عمل سياسي فتجديها وقد أخذت جنب منه خاصة ان كان فيه أناس منظمين قائمين على تلك الاعمال او الاماكن ، لذا نتمنى ان تنظر الحكومة بشئ من الوطنية والعقل لهذه المجموعة وهذا الشباب المسلم والمثقف الذي يحب بلده ويحب مصر ولا يحمل عداوة لاحد فيها هذا الشباب الموجود في السجن حاليا ، نحن مستعدين ان نضحي بأي شئ من أجل هذا الوطن ولتنسى للاخوان من تاريخها حادثة النقراشي وحادثة الخاذندار فليس من المعقول ان يحاسب الاخوان جميعهم على تلكم الحادثتين التي حدثتا منذ سنوات كثيرة مرت ولتنظر لأى انجازات قامت بها جماعة الاخوان المسلمين داخل هذا الوطن في النقابات المهنية في تجربة فريدة منذ اواسط الثمانييات وكيف ان الناس تحب هؤلاء الناس وكيف يتسقبلهم المسلمين والمسيحيين ويستقبلوهم بحب جارف بعد خروجهم من المعتقلات ونحن لا ننتظر منهم جزاءا ولا شكورا.
نحن في مصر نملك من ابناء الحركة علماء في كل المجالات فبدلا من ان يتم وضعهم في اعمال ادارية او في المعتقلات يجب ان تفكر الحكومة في الاستفادة منهم ومن خبراتهم استفادة قصوى لكي ترتقي مصر اكثر.

ما أكثر شئ كان يؤثر فيك خلال وجودك في المعتقل؟
اكثر ما كان يؤثر في نفسي حقيقة الاطفال الصغار حينما يأتي موعد الزيارة فأجدهم مندفعين على آبائهم ويرتمون في أحضانهم شوقا لهم ، كان من الممكن ان ابكي وانا اراهم في زيارة لاحد الاخوة الكرام معنا في الحقيقة قبلات تنهمر على وجه الاخ من أطفاله الصغار واحضان شوق شديد لرجوع والده معه الى البيت وافتقاد لوجوده بجواره في منزله ، فكان هذا أكثر ما كان يؤثر فيّ .

ماذا تقولون للنظام الحاكم في مصر؟
للنظام الحاكم اقول له أتمنى ان يفتح صفحة جديدة بمعنى الكلمة مع التيارات المختلفة وليس الاخوان فقط فقد رأيت داخل المعتقل الكثيرين من التيارات المخلتفة لهم اكثر من عشر سنوات في السجن ، فقد قابلت احد المساجين على ذمة قضية الجماعات الاسلامية له 16 عام داخل السجن قال لي انه ترك ابنه وهو في الرابعة من عمره وانه الان في سجن المحكوم في قضية مخدرات فلم يجد اب ينشئه تنشئة سليمة او من يربيه فانحرف الابن بغياب والده عنه كل تلك المدة فلما ذهبت الى هناك بحثت عن الابن ووجدته فأبلغته سلام والده وقد تأثر كثيرا برؤيانا لوالده الذي لم يره منذ سنوات طوال وتفصل بينهم اسوار السجن ، فأقول لهم كلمتين قالهم الامام الاكبر عبد الحليم محمود شيخ الازهر سابقا قال الفكر لا يوجه الا بالفكر واقول للنظام الحاكم ففكر الاخوان او الجهاد او السلفية الجهادية وغيرهم لا يواجهون الا بالفكر وليس بالسجون والمعتقلات.

هل تمت مراجعات داخل المعتقل لكم من انتماء للجماعة وللفكرة التي اعتقلتم من اجلها؟
حدثت مراجعات كثيرة جدا في قرارات دينية ودنيوية ومراجعات في قرار الانضمام للجماعة نفسها فهل كان انضمامنا لجماعة الاخوان المسلمين خطأ منا او كان شئ طيب وفي الحقيقة كل المراجعات التي قمنا بها وصلنا لقناعة واحدة هو انه السنوات لو عادت بنا ثلاثين عام مرة اخرى لن اجد طريق أفضل من هذا الطريق.

No comments: