Saturday, May 19, 2007

حركة مجتمع السلم تحصل على 52 مقعدًا في الانتخابات التشريعية الجزائرية

أظهرت النتائج الرسمية التي تم إعلانها أمس الجمعة للانتخابات التشريعية التي جرت في الجزائر الخميس فوز حركة مجتمع السلم (حمس) بـ52 مقعدًا بنسبة 13.36% من إجمالي عدد مقاعد البرلمان البالغة 389 مقعدًا.
وبهذا الرقم تكون الحركة قد رفعت من عدد المقاعد التي تحتلها في البرلمان؛ حيث كانت قد فازت في الانتخابات التي جرت في العام 2002م بـ39 مقعدًا، وقد احتلت الحركة المركز الثالث في ترتيب الحركات السياسية التي شاركت في الانتخابات.
ومن جانبه اعتبر أ/ أبو جره سلطانى رئيس حركة مجتمع السلم هذا الفوز دليل عن اختيار الشعب لشعار التغيير الهادئ الذى رفعته الحركة خلال حملتها الانتخابية ودليل على مدى قبول الشعب الجزائري للإسلاميين المعتدلين.
وأضاف سلطانى فى تصريح لاخوان ويب أن نسبة المشاركة الضعيفة تعكس بالطبع حالة من عدم الثقة فى الممارسة السياسية والسياسيين لدى طائفة من الشعب الجزائر.
وأشار سلطانى الى أن عدم الثقة هذه أمر طبيعى نتيجة للظروف الحالية التى تعيشها الساحة السياسية الجزائرية.
وأضاف سلطانى على أن أهم الأولويات التى ستسعى الحركة لمقاومتها خلال الفترة المقبلة هى ظاهرة الفساد المالى والادارى المنتشر بصورة كبيرة جداً فى الجزائر.
وأشارت الأرقام الرسمية أيضًا إلى أن التحالف الرئاسي قد حصل على 249 مقعدًا؛ حيث فازت جبهة التحرير الوطني بـ136 مقعدًا بما يعني أنها خسرت 63 مقعدًا، بينما حصل التجمع الوطني الديمقراطي على 61 مقعدًا بالإضافة إلى المقاعد التي حصلت عليها "حمس" وهي الضلع الثالث في الائتلاف الرئاسي.
وبذلك يكون التحالف الرئاسي قد حصل على 249 مقعدًا بخسارة 35 مقعدًا عن الدورة السابقة التي كان يحتل فيها 284 مقعدًا، وكان من الممكن أن تكون خسارة التحالف أكبر لولا التقدم الكبير الذي حققته حركة مجتمع (السلم) بالحصول على 13 مقعدًا إضافيًّا على حصتها في البرلمان السابق.
وفي النتائج الأخرى حصل المستقلون على 33 مقعدًا، بينما فاز حزب العمال بزعامة السياسية البارزة لويزة حنون بـ26 مقعدًا بزيادة 5 مقاعد عن الدورة السابقة، إلا أن ذلك الرقم يأتي أقل من التوقعات التي كانت قد أعلنت حنون أن حزبها سيحصل عليها؛ حيث كانت تتوقع أن يأتي في المركز الثالث إلا أنه وفق الأرقام فإن الحزب جاء في المرتبة الخامسة بعد ثلاثي التحالف الرئاسي والمستقلين.
كما حصل التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بزعامة سعيد سعدي على 19 مقعدًا، ويرفع التحالف مطالب البربر ويمثل سعيد سعدي تيار العلمانيين المؤيد للأجندة الفرنسية في البلاد إلى جانب المؤسسة العسكرية.
أرقام ودلالات
وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات متدنية عن تلك التي شهدتها دورة العالم 2002م؛ حيث توجَّه إلى صناديق الاقتراع حوالي 6.6 ملايين ناخب بنسبة 36.5% من الناخبين المسجَّلين البالغ عددهم حوالي 18 مليون و700 ألف ناخب مقابل 46% في الدورة السابقة، وقد بلغ عدد الأصوات الباطلة في الدورة الجديدة من الانتخابات 961 ألف صوت أي ما يوازي 14.5%؛ مما يعني أن نسبة الأصوات الصحيحة من إجمالي عدد الناخبين هي 35.5% فقط.
وتُعاني الجزائر من حالةٍ من عدم الاستقرار السياسي بسبب استمرار ذيول الحرب الأهلية الممثلة في جماعات العنف السياسي، مثل الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي غيَّرت اسمها إلى تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد المغرب، ونفّذت تفجيرات في قلب العاصمة الجزائرية في 11 من أبريل الماضي ممَّا أوقع 33 قتيلاً وعشرات الجرحى، وهي التفجيرات الأولى من نوعها في الجزائر العاصمة منذ التسعينيات الماضية، وهو ما رفع من المخاوف بشأن عودة العنف للبلاد.
وبالإضافة إلى ذلك تُعاني البلاد من حالة التردي الاقتصادي التي أدَّت إلى العديد من المشكلات الاجتماعية التي يمثل أخطرها ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب دون سن الـ30 إلى 75%، إلى جانب حالة من الانسداد السياسي التي دفعت الكثير من الحركات السياسية إلى المطالبة بالتغيير وفي مقدمتها حركة مجتمع السلم التي كان شعارها الانتخابي "التغيير الهادئ".

No comments: