Sunday, May 20, 2007

الدكتورعبد المنعم أبو الفتوح: لا مانع لدينا من التنسيق مع مرشحين أقباط




أثيرت في الاونة الاخيرة عدد من القضايا الشائكة التي تخص الاخوان المسلمين ، ومما لاشك فيه أنها تؤثر من قريب أو بعيد على تنظيم هو الاكبر على الساحة السياسية في مصر ، وانتخابات على الابواب لمجلس الشورى مع المضايقات الامنية التي يتعرض لها الاخوان واحالة قياداتهم الى المحاكمات العسكرية ورفع حصانة نواب الاخوان من مجلس الشعب ، قضايا متعددة ومثيرة وضعناها بين يدي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح – عضو مكتب الارشاد بجماعة الاخوان المسلمين – فكان لنا معه هذا الحوار :

كيف كانت استعدادتكم لانتخابات مجلس الشورى القادمة؟
بداية الاخوان في اطار سياستهم واستراتيجيتهم العامة يدخلون الى مجلس الشورى معتمدين وسائل العمل السلمي والديموقراطي في التغيير وبالتالى دخولهم الانتخابات القادمة او اى انتخابات سابقة تدخل ضمن هذا السياق ، فالاصل عند الاخوان التواجد في مؤسسات الدولة لانها من وسائلهم في الاصلاح وهدفنا من خلال تلك المؤسسات توصيل أصواتنا وكلمتنا ، ونحن ندرك أننا نتعامل في نظام سلطوي احادي لا يقبل المشاركة وبالتالى استعدادانا لانتخابات الشورى مثله مثل استعداداتنا لانتخابات مجلس الشعب بالنزول الى الجماهير والدعاية لمرشحي الاخوان في الدوائر التي تقدم اليها المرشحين بعد ان تم فتح باب قبول الأوراق.

في أحد الجرائد المصرية أثير خبر مفاده أن الحزب الوطني سيقوم بسحب الأقباط من الدوائر المرشح بها الإخوان ، في رأيك لماذا الإقدام على هذه الخطوة؟
اولا الحزب الوطني لم يرشح ولا قبطي في اى انتخابات عامة من قبل الا يوسف بطرس غالي وهذا الكلام تسريبه غريب ويهدف الى الوقيعة بين الاخوان والاقباط ولا ادري ما مصدره فعلاقتنا بالأقباط جيدة بل بالعكس نحن حينما نجد مرشح قبطي امكانياته جيدة لن نتردد في التخلي عن الدائرة له ونعطيه اصواتنا كذلك ، وهذا حدث منا في انتخابات مجلس الشعب السابقة في احد دوائر الاسكندرية بالفعل ، فالاخوان ليسوا العقبة امام الاقباط بالعكس لم ينجح منهم احد بالفعل خلال الخمسين عام السابقة باستثناء مرشح الاخوان القبطي جمال عفت عبد الملاك .

لو تحدثنا عن الأخوات في ظل جماعة الاخوان لماذا لم نرى سوى مرشحة واحدة فقط بانتخابات مجلس الشعب الماضية؟
نحن نسعى لايجاد المرأة في العمل السياسي بصورة دائمة ولكن العقبة - لكي نكون صريحين منذ البداية - في تهميش دورها ليس الاسلام كما يدعي البعض ولكنه المجتمع والنظرة الشرقية للمرأة وفي انتخابات مجلس الشعب الماضية كنا في المرشحين الابتدائيين المتفق عليهم من الاخوات كنا ما يقرب من 25 امرأة الا انهن انتهوا الى واحدة فقط وهي الدكتورة مكارم الديري بعد رفض الزوج او الاب لترشحها في الانتخابات فتلك هي المشكلة.



البعض يتهم الاخوان بالغموض فلماذا لم يتم الاعلان عن أسماء مرشحي الاخوان قبل فتح باب الترشيح الذي بدأ فعليا ؟
بداية لم نكن قد استقررنا على الاسماء بعد فمعروف ان المرشحين من الممكن ان يتعرضوا لاى ضغط كالاعتقال او المضايقات كما حدث من قبل فنحن لازلنا نحكم في قانون الطوارئ ، بل ان النظام البوليسي الذي يحكمنا كان يعلم المحافظات التي سيتم الترشيح فيها مثل دائرة المنوفية التي ما ان علم الامن ان فيها اثنين مرشحين قام باعتقال المكتب الاداري كله من ضمنهم اثنين من نواب مجلس الشعب فنحن لا نواجه حزب وانما نواجه حكومة بأكملها ونتمنى من الحزب الحاكم ان يواجهنا مواجهة حقيقية ، مرشح يواجه مرشح في انتخابات ديموقراطية نزيهة الا أنه يواجهنا بوزارة الداخلية التي لا تتعامل معنا بالطبع بالديموقراطية انما بالقمع والاعتقال والتهديد والضغط وتلك هي الانتخابات في مصر للأسف الشديد وزادت الامور سوءا بعد التعديلات الدستورية التي الغت الاشراف القضائي على الانتخابات مما جعل البعض يقول انه لا فائدة من خوض الانتخابات وبالتالي هي انتخابات تدار داخل قسم شرطة !

تحدثت المستشارة "نهى الزيني" عن أن الإخوان هم الأقل ضررا ًمن التعديلات الدستورية الأخيرة ، فكيف ترون هذا الأمر؟
في فهمي لقول المستشارة نهى الزيني أنها تقصد ان الاخوان سيكونو الاقل تضررا لانه كتنظيم يعد أكبر تنظيم سياسي على الساحة وبالتالى الضغط على التنظيمات الاقوى تأثيره يكون اقل من التأثير على التنظيمات الصغيرة ، والا فنحن بعيدا عن التنظيم والجماعة نعتبر اكثر الناس تضررا فنحن نواجه بكمية اعتقالات ومحاكم عسكرية شديدة ودائمة فنحن اكثر الناس ضرارا من هذا القبيل ولكن ان كنا نقيسها على النتائج فنحن الاقل تضررا نعم ولكن من ناحية المواجهة مع الحكومة فنحن الاكثر تضرار فالاخوان تعرضوا للاعتقال ومصادرة الاموال والمحاكمات العسكرية وعدم السماح بعرض أرائنا وافكارنا التي قد يختلف معها البعض ولكن من حقي ان اعرضها ويتم الاختلاف معها لا مشكلة ولذلك اقول انه الانتخابات تدار في قسم شرطة والاعتقالات تصب في خدمة الفساد والاستبداد فالنظام به قدر كبير من الفساد ولا يريد من احد المشاركة .

اعتقال نائبي مجلس الشعب من الاخوان ورفع الحصانة عنهما ما تعليقكم على ما حدث ؟
هذه رسالة للاخوان ان الحصانة ليست لها قيمة وكذلك الافراد ليست لهم اية قيمة في مصر، ولا احب النظرة المتشائمة بأن يتم رفع الحصانة عن البقية فقد ووجه رفع الحصانة عن النائبين بعاصفة شديدة الا انهم يريدون ان يرسلوا برسالة انه لا احد فوق الحكومة في مصر وانه لا كرامة لاحد حتى القضاة الذين تم الاعتداء عليهم وسحلوا في الشوارع كما تم الاعتداء على نواب الشعب من الاخوان وغيرهم فالمعركة بين الحكومة والشعب المصري كله وتلك حقيقة ربما كان الاخوان الكثر تضررا لانهم الاكثر نشاطا ولكن ضعي الشيوعيين مكان الاخوان سيتعرضون لما نتعرض له فالمعركة ليست بين الدولة والاسلام ولكنها بينها وبين اى مواطن شريف يريد ان يخدم وطنه سواء كان يساري او شيوعي او اخواني .

يرفض الإخوان فكرة توريث الحكم .. فما الشواهد التي رأيتموها جعلتكم تتصورون هذا الأمر؟
نرفضها لانها مبدأ سواء كان توريث سياسي أو توريث عائلي فمنذ عام 1952 والحكم يورث فالسادات ورث الحكم من عبد الناصر والرئيس مبارك ورثه عن السادات ولا اشك ان من سيأتي بعد الرئيس مبارك سيكون الرئيس عمر سليمان او الرئيس محمد طنطاوي او غيرهم وبالتالى المسألة لا تخضع للناحية العائلية فقط وانما للناحية السياسية كذلك ، لذا نحن نريد ان تقام انتخابات حرة نزيهة على رئيس الجمهورية يرشح من يريد ترشيح نفسه وعلى الشعب ان يختار من يريد وغير هذا فنحن لا نقبل توريث الحكم.
وما تثيره الصحف من توريث جمال مبارك للحكم بعد ابيه غير واقعي فهو لا يستطيع عمل شئ في غيبة أبيه او حتى في وجود ابيه الذي قا ل انه موجود في الحكم لاخر نفس..!!

فما هواذا السبب الأكثر تأثيرا ً في توتر العلاقات بينكم و بين النظام المصري؟
السبب الرئيسي هو ان هذا النظام سلطوي احادي لا يقبل المشاركة السياسية من اى طرف من الاطراف والاخوان المسلمين مصرين على الحفاظ على دورها في مواجهة الفساد والحفاظ على الوطن واستقلاله ونمائه فهذا محل الصدام بيننا وبين السلطة لو اننا تخلينا عن كل هذا وتركنا كل هذا للنظام فاذا قد انتهى هذا البلد ونحن ضمائرنا لا تقبل بذلك لذا انا ضد من يقول ان النظام المصري يصطدم بالاخوان لانهم اسلاميين ولكنه نظام سلطوي لا يقبل المشاركة وهدفنا كاخوان مسلمين يهدف الى تقدم ورقي مصر وكل هذا يصطدم بما يريده النظام.

يتسائل الكثيرون عن برنامج الحزب الذي أعلن الاخوان أنهم يقومون باعداده ، فأين هو ؟
برنامج الحزب انتهينا منه نسبيا داخليا وسوف نطرحه قريبا ان شاء الله ، فهدفنا ان نقدم برنامج للمجتمع وللقوى السياسية والمفكرين يعبر عن رؤيتنا في مختلف القضايا ولكننا لم نقول اننا سنتقدم بحزب لانه سيرفض كما تم رفض العديد من الاحزاب كحزب الكرامة وغيرها لأنها لا تتماشى مع توجهات النظام ، كما انا لن نعلن حزب من طرف واحد لانه غير صحيح قانونيا وبالتالى كل ما سنفلعه اننا سنعلن عن برنامجنا فقط ، وربما نكون قد تأخرنا نسبيا ولكن ليس بالصورة الكبيرة ونتمنى ان تتفاعل الناس معه وتنقضه وتناقشه ويقولون آرائهم عند الاعلان عنه.

جاء في التعديلات الدستورية الاخيرة عدم الجواز لاقامة الاحزاب على اساس ديني فهل هذا يتعارض مع الاخوان ؟
نحن نرفض الاحزاب الدينية اما قيام حزب على اساس ديني فالدستور المصري لا يسمح الا بتأسيسها على اساس ديني وفقا للمادة الثانية من الدستور التي تقول ان مبادئ الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع فاذا جاء حزب وقال انا ارفض هذه المادة اذا لا يجوز ان يكون حزب لانه يرفض الدستور وبالتالى نحن لا نقبل بالحزب الديني بمعنى حزب قاصر على فئة دينية فقط مسلمين او حزب مسيحيين.

تردد في الاونة الاخيرة ان الدكتور عبد المنعم يقوم بدور حيوي في التواصل مع الاخوان المنشقين عن الجماعة فما هو الدور الذي تقوم به بالضبط؟
انا لا اقوم بدور خاص بل أنا مثلي مثل اى اخ او ما يجب ان يقوم به كافة الاخوان في كل مكان بالتواصل مع كل الناس والاولى بالتواصل معهم هم اخواننا الذين اختلفوا معنا او غضبوا مننا او قصرنا في حقهم او كما تشائون اطلقوا عليهم ولكن بعيدا عن كلمة منشقين فمعنى الانشقاق اى ان هناك جزء كبير من الاخوان انفلق منها !!
وهذا غير صحيح ولكن ان يكون عدد من الناس الذين نحترمهم ونقدرهم اختلفوا معنا فتركونا فهذا امر طبيعي ويحدث في كل التنظيمات البشرية فقد يختلف معنا البعض ولا يحب طريقة عملنا او يختلف معنا فيفضل تركنا فهذا امر غير مستغرب وبالتالى انا لا احب مصطلح المنشق فهذا يعني اختلافا فكريا معنا وهذا غير صحيح فالانشقاق يعبر عن حالة من الانشقاق الفكري وكل من تركونا لازالوا يدافعون عنا وعن الرؤية الاسلامية ونعم يوجد خلاف واساسه اداري ولكنه ليس فكريا لكي يطلق عليهم منشقين !

باختلاف الانشقاق عن الاختلاف ألم يحدث في تاريخ الاخوان المسلمين ان حدثت حالات انشقاق لبعض الاعضاء عنها؟
في تاريخنا الحالة الوحيدة التي حدثت وتصدى لها الاستاذ حسن الهضيبي رحمه الله كانت محاولة جماعة التكفير والهجرة الدخول الى الاخوان المسلمين ورفض بشدة وقال من رفض منكم فكرة التكفير فليتفضل للاخوان اما من يصر عليها فليس له مكان عندنا ، فكانت محاولة دخول وليست مسألة انشقاق ، حتى شباب محمد التي تركت الاخوان على ايام الامام البنا كان خلافها اداري وليس فكري فقد رأوا ان الامام البنا بطيئا في ادائه وانا لا اقول ان هذا لا يمكن ان يحدث ولكنه لم يحدث وهذا يعود لوسطية الاخوان والسعة التي تجعلهم على المستوى الفكري يتقبلوا كل أراء المسلمين لذلك كان يقول الاستاذ عمر التلمساني نحن يسعنا كاخوان ما يسعه الاسلام ، بجميع التوجهات مادام الجميع يلتزم في النهاية بالاطار الاسلامي العام.

لماذا قالوا اذا ان التكفير والهجرة خرجت من عباءة الاخوان المسلمين ؟
مبتسما قال : هذا خطأ تاريخي فهم لم يدخلوا العباءة لكي يخرجوا منها ، هي مجموعة في عام 65 حملت تلك الافكار ولا استطيع ان اقول انهم لم يحملوها باخلاص هم امنوا بهذه الافكار وعملوا عليها بسبب ما كان يتعرض له الاسلام والمسلمين من طغيان واستبداد فلما قبض عليهم وقيل انهم اخوان مسلمين ارادوا ان يدخلوا الى الاخوان وقتها فرفض الاستاذ الهضيبي الا لو تخلوا عن فكرة التكفير وهذا من عظمة الاخوان في الحقيقة فرغم ما كنا نتعرض له في ذلك الوقت من تعذيب كان من الممكن ان يقول البعض منا لا مشكلة ان يدخل من يؤمن بتكفير من يقتل المسلم الا انهم تصدوا ورفضوه ، فهل اكثر من ان يضرب رأس احد الاخوة في المعتقل بالحائط حتى خرج مخه ، ومع ذلك لم يساوم الاخوان على المبادئ أبدا مقابل التعذيب وصدرت رسالة دعاة لا قضاة للتصدي لهذا الامر ، وما ظهر من التعذيب هو التشدد في اراء بعض الاشخاص ولكن بعيد تماما عن التكفير ، لذلك انا ضد ما يقال عن الاستاذ سيد قطب من انه يحمل فكر التكفير فهذا خطأ ويجب ان يتم تسجيل ذلك ولكنه كان يحمل بعض الافكار المتشددة وله العذر في ذلك في ظل التعذيب الذي تعرض له فكان فكرا ثائرا كما اطلق عليه المستشار البشري ولكن الاخوان في عمومهم يحملون فكر الامام البنا.

برزت في الفترة الاخيرة ظاهرة التدوين على الانترنت فما رأيك في اتجاه شباب الاخوان للتدوين؟
هي تجربة تعبر عن جيل وآليات حديثة وموجودة وفي الحقيقة انا ازكي واثمن تجربة واتجاه أجيال الاخوان لاستخدامها في التواصل مع ناسهم ومجتمعاتهم كما يستخدمها الاخرون ، فكل التيارات السياسية تستخمها حتى التيارات المنحرفة أخلاقيا لذا الاولى ان يستخدمها شبابنا الملتزم بل اتمنى ان يكون لكل شاب مدونة ويرسل ويتواصل مع الناس في المجتمع وهذا ما يتفق معنا كاخوان مسلمين فنحن جزء من المجتمع وكل وسائل التواصل معه متاحة ومفروض علينا استخدامها فاذا كان غيرنا يستخدمها للشر والايذاء ونشر افكاره قد نرى انها لا تتفق مع افكار مجتمعنا فعلينا انن نستخدمها نحن في التصدي لمثل ذلك ، حتى لو أخذت الشكل الشخصي فالاخوان المسلمين ليسوا ضد المبادرات الفردية والشخصية فهذا شكل من اشكال تنمية الفرد طالما التزم بالمبادئ العامة الاسلامية فهذا واجبه يحاسبه عليه الله ، وكثيرا من مبادرات الاخوان على مر التاريخ كانت بدايتها مبادرات فردية ثم تطورت الى ان وصلت الى شكلها المؤسسي مثل دخول النقابات وغيرها .


No comments: