Monday, May 28, 2007

البيانونى:الاستفتاء الرئاسي مسرحية ولا أمل في نظام بشار الأسد

توجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع أمس للتصويت في الاستفتاء الرئاسي على ولاية ثانية للمرشح الوحيد "بشار الأسد" الرئيس الحالي لدولة سوريا، هذه الولاية التي ستستمر لمدة 7 سنوات قادمة.
و عن هذا الموضوع، تحدث موقع "إخوان ويب" مع الأستاذ\ على صدر الدين البيانوني، المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا، حيث أعرب قائلا " إن ما يحدث الآن ليس فيه أي معنى من معاني الانتخابات ولا الاختيار الحر، فهناك مرشح وحيد و يتحكم في حزب البعث ، فيقوده على مجلس الشعب الذي يوافق بالإجماع و يصفق، ثم يُطلَب من الناس أن تذهب للتصويت دون إرادة حقيقية منها، و بالطبع لا يجرؤ إلا القليل جدا من الناس أن يقول لا. فهذه بالطبع ليست انتخابات و ما هي إلا مسرحية مكشوفة للجميع." و أضاف، " إن ما يحدث غير مقبول شكلا و لا مضمونا.. فقيادة حزب البعث تقوم بترشيح الرئيس، و إذا "افترضنا" أن هناك مليون شخص في سوريا ينضمون إلى أو حتى يؤيدون حزب البعث، فهل يعني ذلك أن بقية الشعب لا رأي لهم؟! فعندما يفرض حزب معين مرشحه على الناس "المرشح الوحيد"، هذا ليس فيه أي معنى للاختيار الحر. أيضا مقاطعة الشعب السوري للانتخابات التشريعية الأخيرة كانت مقاطعة شاملة، حيث لم يبلغ عدد المصوتين أكثر من 4 أو 5،5 بالمئة. بينما الآن في الاستفتاء الرئاسي، الناس تساق سَوقا للإدلاء بصوتها... و الكثير من هؤلاء السوريين يذهبون للإدلاء بأصواتهم خوفا من بطش السلطات السورية؛ لأن هناك الكثير من التهديد و الوعيد لمن لا يذهب للتصويت من أن يتعرض لعقوبات و مضايقات و إشغالات كثيرة. فهذا الاستفتاء لا يعبر بأي حال من الأحوال عن الإرادة الحقيقية للشعب السوري."
و عن رأيه في الحكومة الحالية في سوريا، قال " البيانوني" "خلال السبع سنوات السابقة، لم ينجز أو يحقق الرئيس "بشار الأسد" أي من وعوده ، ولم يجد حلاً للقمع الموجود في سوريا، بل زاد و زادت انتهاكات حقوق الإنسان. وازداد الوضع الاقتصادي سوءا، و الوضع الأمني... قانون الأحزاب الذي وعدوا به منذ سنتين في مؤتمر حزب البعث، لم يتغيرقانون الانتخابات ، هناك مادة في الدستور تفرض حزب البعث وصياً على الدولة و المجتمع. تحت ظل كل هذه الأشياء و القوانين، و مادة القانون رقم 49 التي تفرض بإعدام المنتسبين للإخوان المسلمين... في ظل كل ذلك القمع، ليس هناك اي معنى لمثل هذا الاختيار.
وأشار البيانونى إلى ان الموقف الشعبي من الانتخابات التشريعية السابقة و الاستفتاء الحالي هو المقاطعة. الكثير عبروا عن هذا الرأي بشجاعة و صراحة، و لكن القليلون فقط يستطيعون أن يعلنوا اسماءهم و يتحملوا عواقب هذا الموقف الحق."
و أعرب " البيانوني" عن موقفه الصريح و دوره في الشارع السوري عامةً قائلا " نحن جبهة الخلاص الوطني، و جماعة الإخوان المسلمين، و كذلك إعلان دمشق، و كل القوى الوطنية المعارضة سنستمر في تحديث و مساعدة الشعب السوري، و سنستمر في جهودنا لمحاولة تعديل هذا النظام. و في رأيي الشخصي، موقف الشعب السوري الواضح على الساحة و موقفه من مقاطعة الانتخابات يثبت أن هذا الشعب سيتمكن من الحصول على حريته قريباإن شاء الله.
وأكد البيانونى على أن القمع و الاعتقالات المستمرة و الانتهاكات هي التي تحول دون تعبير الشعب السوري عن رأيه بحرية... و نحن نحاول "بدورنا" أن نكسر حاجز الخوف هذا لدى الشعب السوري. و نريد ان يتحرك الشارع السوري بفعالية، و لكن في الوقت المناسب، فلا نريد أن يتعرض هذا الشعب المسالم لإبادة جماعية او اطلاق نار كما حدث من قبل في الثمانينات؛ لذلك يجب ان يكون هناك اتصالات بين القوى التب تعتزم التغيير داخل سوريا و خارجها، و ان تتحد كل هذه القوى. و الكثير من هذه القوى في الحقيقة ليست خارج النظام، بل هي بداخله و لكنها تعتزم التغيير و تبدي استعدادها لذلك.
و أضاف البيانونى في حديثه عن العلاقات الخارجية لجبهة الخلاص الوطني و جماعة الإخوان المسلمين قائلا "طبعا هناك الكثير من العلاقات المستمرة و اللقاءات بين جماعة الإخوان المسلمين في سوريا و بين العديد من القيادات الاوروبية و غيرها، و ايضا هناك العديد من الاتصالات من جهات مختلفة لجبهة الخلاص الوطني، و العديد من الوفود يتم استقبالها ومقابلتها باستمرار في لندن، بروكسل، وواشنطن من منظمات مجتمع مدني وممثلي هيئات رسمية عديدة شرحنا فيها وجهة نظرنا و موقفنا تجاه العديد من القضايا الحالية في سوريا، و كان هناك ردود افعال ايجابية كثيرة، و تفهم اكثر لموقف جبهة الخلاص الوطني عند الشعور بمعاناة الشعب السوري الحقيقية و المستمرة.

No comments: