Thursday, May 31, 2007

على جاويش عضو المكتب التنفيذى لاخوان السودان: حل أزمة دارفور يتمثل في الالتزام باتفاق أبوجا

جماعة الإخوان المسلمون في السودان اسم ارتبط- كطبيعة الحالة السودانية عموماً -بالعديد من الانشقاقات التي أصابت الجماعة وكان أبرز هذه الانشقاقات هو انفصال د/ حسن الترابي الشخصية البارزة في الساحة السودانية
وهو ما يطرح العديدَ من التساؤلات عن ما خريطة الحركات الإسلامية هناك؟ وما موقف جماعة الإخوان المسلمين في السودان من الأحداث الجارية؟ وهل ارتضت الجماعة دعْمَ الحكومة مقابل تركها في الشارع دون أية ضغوط؟ وما موقف الجماعة من الدكتور حسن الترابي؟
وأسئلة أخرى طرحناها على السيد د/ على جاويش عضو المجلس الوطني السوداني – عضو المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان بالسودان.
* هناك غموض لدى كثير من المتابعين لنشاط الحركات الإسلامية حول جماعة الإخوان بالسودان وموقفها من المؤتمر الوطني الذي يمثِّل الحكومة، والمؤتمر الشعبي برئاسة الدكتور حسن الترابي.. فما وضع الجماعة على وجه التحديد؟!
** وضْع جماعة الإخوان في السودان يحتاج فعلاً إلى توضيح، فما يزال كثيرٌ من السودانيين يخلطون بيننا وبين المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي؛ لأنهم كانوا ينتمون في يوم من الأيام إلى الجماعة وكانوا يتكلمون باسم الإخوان، وإن كانت حركات الإخوان في معظم العالم يحدث فيها أحيانًا مثل ذلك فإن الأمر في السودان مختلفٌ، ورغم أن حركة الإخوان عندنا لم يحدث بها انشقاقات إلا أنها تحوَّلت عن مجراها، ففي عام 1969م خرج الدكتور حسن الترابي بكل التنظيم عن منهج وفكر الإخوان، وترك مجموعةً قليلة من الإخوان ، واستمرَّ الوضع هكذا حتى عام 1991م، إلى أن حصلت مفاصلة أخرى؛ ولذلك فإن التمايز والترتيب الحقيقي للإخوان نستطيع أن نقول إنه بدأ من عام 1991م إلى الآن، فالجماعة أُجهدت في بدايتها بوصول الترابي على رأسها؛ حيث عمل على إفراغ الإخوان تمامًا من منهجهم بنسف آلية التربية التي يعتمد عليها الإخوان، فهو لم يرِد أن يكون امتدادًا لمدرسة حسن البنا، ولكنه أراد أن يكون مدرسةً قائمةً بذاتها، له أفكاره، وله مرجعيته التي تستند أصلاً إلى الفكر العقلاني الذي يقدم العقل على النص.
ولما حدث انشقاقٌ 1969م كان بعده بأيام قليلة انقلاب النميري، واستطاع الترابي بذكائه ودهائه أن يتمشَّى مع نظام النميري، وأن يمضي في تكوين تنظيم طليعي، ولم يكن للإخوان في ذلك الوقت القدرة على مضاهاة هذا الرجل الذي رفع شعارات الإخوان وكأنه الممثِّل الشرعي والحقيقي للجماعة في السودان، وحتى على مستوى التنظيم العالمي كانت تصدر مجلة (الدعوة) وتحمل على غلافها صورة للدكتور حسن الترابي مكتوبًا عليها "أمير الإخوان المسلمين"، وكثير من الإخوان في العالم كانوا يظنون أن الترابي هو الممثِّل لجماعة الإخوان بالسودان.
أما بالنسبة للشارع السوداني فإن كثيرين كانوا يَعتبرون أن الإخوان هم صدى المؤتمر الشعبي الذي يمثِّل الحكومة، وكل مَن عاصر التجربة كان يحمِّل أخطاءها الكثيرة للإخوان؛ باعتبار أن الترابي كان يعمل باسم الإخوان وتحت شعار الإخوان، ويقولون ما أنتم فاعلون إلا ما فعل الترابي؛ ولذلك فإننا منذ عدة سنوات نحاول أن نبرز هذا التمايز، وهذا يمثِّل بابَ تحدٍّ لنا في أن نبرز التميُّز بيننا وبين حركة الترابي، وبيننا وبين الجبهة الإسلامية القومية التي يتمخَّض عنها المؤتمر الوطني الذي ينشق عنه المؤتمر الشعبي.
* وما وضعكم السياسي الآن؟ أمعارضة أنتم أم حكومة؟!
** نحن نشارك الآن في الحكومة الوطنية باثني عشر شخصًا على المستوى التشريعي والتنفيذي والولائي والاتحادي، فنحن مشاركون بوزير دولة هو الأخ سامي عبد الدايم محمد ياسين وزير الدولة بوزارة الرعاية الاجتماعية وشئون المرأة والطفل، ووزير ولائي وهو الدكتور أبو بكر الدرديري وزير الثقافة والشباب والرياضة والناطق الرسمي باسم حكومة ولاية البحر الأحمر، واثنين من معتمدي الرئاسة، وهما: مولانا سيف الدين معتمد رئاسة بولاية القضارف، والشيخ علي محمد أحمد تنجو معتمد رئاسة بولاية شمال دارفور (الفاشر)، والباقون ممثلون على مستوى المجالس التشريعية، ففي البرلمان المركزي وهو بمثابة البرلمان المصري (مجلس الشعب)، وهم: الدكتور الحبيري نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان وهو رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان بدرجة وزير اتحادي، والأستاذ علي محمد أحمد جاويش عضو المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان، والأستاذ يوسف البدري رئيس مجلس شورى الإخوان المسلمين بالسودان.
وأما المجالس التشريعية الولائية فتمثيلنا فيها بخمسة هم: الشيخ مرغني حسن عضو المجلس التشريعي بولاية الخرطوم، الشيخ المناوي عضو المجلس بولاية شمال كردفان، الشيخ طيب عضو المجلس بولاية الجزيرة، الأستاذ محمد الديري عضو المجلس بولاية نهر النيل، الأستاذ صلاح النورو عضو المجلس بولاية السنار.
والمشاركة في حد ذاتها لها إيجابياتٌ كثيرةٌ، وهي من منهج الإخوان، فكلما وَجَد الإخوان فرصةً للمشاركة وتقديم خير أو منع شرٍّ فعلوا ذلك، كما أن المشاركة أفضل في بعض الحالات من المغالبة، والسودان لا يمكن أن يغالب فيه دون مراعاة تمثيلاته القبلية المختلفة.

* إن كانت المشاركة الحالية تمثِّل الوجود الحقيقي لكم فماذا عن الانتخابات التي ستجري مطلع العام القادم؟!
** هذه الأمور تقدَّر في وقتها، ولكن الأصل أن تكون هناك انتخاباتٌ ديمقراطيةٌ في 2008م لكن.. هل ستكون ديمقراطية أو لا؟! وهل ستتمخَّض عنها ديمقراطية أو لا؟ هذا كله في علم الله.
وهذا لا ينافي أننا الآن نفكِّر في هذا الموضوع، وندرس الشكل الانتخابي الذي يمكن أن نمثَّل به، وعلى الأرجح فإن الانتخابات القادمة ستأخذ شكل التحالفات، وإن حدث هذا فسيكون تحالفنا مع مَن هم أقرب لنا في المبادئ والأهداف والأفكار ونحقق النصر لنا ولهم.
* السودان شعب مختلف الأطياف، والعصبيات القبَلية تلعب فيه دورًا كبيرًا فكيف تغلَّبتم عليها؟!
** نحن نتعامل مع الآخر بناءً على منهج الإخوان في الانفتاح على المجتمع ككل، نحن نتعامل مع السودانيين باعتبار أننا سودانيون، ونتعامل مع السودانيين باعتبار أننا جميعًا في دولة مدنية، ونتعامل مع الآخرين باعتبار أننا وهم لنا حقوق مواطنة مشتركة، فنحن منفتحون مع الآخرين كلهم بما لا يتناقض مع مبادئنا الأساسية، كما أن طبيعة الشعب السوداني- رغم ما فيه أصلاً من صراع بين الأحزاب السياسية فهذا من اليسار وهذا من اليمين وهذا من الوسط..- تجعل الشعب السوداني يلتقي في الأمور الاجتماعية، وهو شعب متسامحٌ جدًّا اجتماعيًّا، فنحن الإخوان نتعامل مع الآخرين من حيث النواحي الاجتماعية؛ باعتبار أننا كلنا سودانيون، كما أن لنا علاقاتٍ مع كل الأحزاب الأخرى، بما فيها أحزاب الحركات الإسلامية، سواءٌ المؤتمر الوطني أو بقية الأحزاب التي لها توجُّهٌ إسلاميٌّ أو حتى أحزاب الوسط مثل حزب الأمة وحزب الاتحاد الديمقراطي.
أما على مستوى اليسار فليس بيننا وبينهم هذا التواصل الحميم، وليس بيننا وبينهم الانقطاع الذميم، ولكن بيننا وبينهم مساحة وُسطى، أما بالنسبة للنصارى بالسودان فجنوب السودان يوجد فيه نسبة قليلة من المسلمين بل يوجد فيه لا دينيين (وثنيون)، وفي الإفطار الرمضاني للإخوان بالخرطوم شارك معنا أحد القساوسة؛ ولذلك فإن بيننا وبينهم علاقاتٍ اجتماعيةً وتواصلاً واهتماماتٍ كثيرةً.
* وضع الإخوان يختلف من دولة لأخرى، فهناك دول تعترف بالجماعة مثل السودان والأردن، وهناك دول أخرى لا تعترف بها وهناك دول انصهرت فيها الجماعة كأحزاب مثل اليمن والجزائر والمغرب، فإلى أي مدرسة تنتسب جماعة الإخوان في السودان؟!
** الإخوان بالسودان لهم حزب سياسي باسمهم، ولهم مركز عام باسم الجماعة أيضًا، وإن كنا لا نكتفي بهذا الحزب، إلا أننا في الواقع لم نطرق غيره من الأبواب حتى الآن، وهذا ليس من باب الاكتفاء والزهد، ولكن من باب الضعف في هذا الجانب، ونحن نحاول أن نستفيد من تجربة إخواننا في مصر في دخول النقابات والعمل السياسي من خلالها، سواءٌ كانت أطباء أو محامين أو غيرهما، كما ندرس إنشاء لافتة سياسية تعبِّر عن الإخوان إذا حدث نوعٌ من التضييق وتكون هي الواجهة السياسية لنا كحركات الإخوان في كل أنحاء العالم، مثل جبهة العمل الإسلامي للإخوان بالأردن، والتجمع اليمني للإصلاح للإخوان باليمن، والحركة الدستورية للإخوان بالكويت، وهذه التجارب نستشهد بها، ولكن في الحقيقة لم نحسم الأمر بصورة نهائية..
ولكن في اعتقادي وفي التوجه العام قد لا نلجأ إلى هذا الخيار؛ لأن ظروفنا وواقعنا يفرض علينا غير ذلك، وهو قد يكون غير مناسب لنا، فالإخوان بالسودان لهم تجارب مريرة مع هذه اللافتات، فعندما أنشئت جبهة الميثاق الإسلامي عام 1964م لتكون الواجهة السياسية للإخوان أراد الترابي بذلك أن يفرِّغ الإخوان من محتواهم، وبالفعل حجَب الإخوان وأدخلَهم في جبهة الميثاق التي بعد ذلك تحوَّرت إلى الجبهة الإسلامية القومية ثم إلى المؤتمر الوطني، وخرج الإخوان من كل هذا وهم وحدهم الخاسرون؛ لذلك أنا أقول إنها تجربة مريرة، والأصل في الإخوان أنها جماعة ثم بعد ذلك إنشاء اللافتات، سواءٌ كانت لافتةً سياسيةً أو تطوعيةً أو خيريةً أو اجتماعيةً أو دعويةً.
* هل معنى ذلك أن الإخوان في السودان رغم تاريخهم ليس لهم حتى الآن أنشطة أخرى غير الحزب السياسي؟
** لا.. لم أقصد ذلك، فالإخوان بالسودان لهم العديد من المنظَّمات التي يمارسون من خلالها العمل، مثل منظمة الرحمة الإسلامية في الجانب الدعوي، ومنظمة التراث للتنمية البشرية في جانب التدريب والتأهيل،ومنظمة المستقبل لرعاية وتأهيل الشباب، والمنظمة الطبية الإسلامية العالمية، ومنظمة نساء الإسلام، هذا كله كنظام الواجهات المعمول بها في جميع أنحاء العالم بالنسبة للإخوان.
الجماعة الآن ليست بالمستوى القوي الذي يؤهِّلها لإنشاء لافتة تتعامل بها، كما أنه لا توجد ضرورة، فنحن غيرُ مضيَّقٍ علينا في عملنا كإخوان مسلمين حتى نُنْشِئَ لافتة، ولدينا على مقر المركز العام للإخوان المسلمين لافتة بذلك.. لهذه الأمور لا نفكر ونُرجئ مسألة اللافتة السياسية، فنحن معروفون في الشارع السوداني باسم جماعة الإخوان المسلمين، أما رسميًّا للدولة وممارستنا السياسية فنحن مسجَّلون بحزب الإخوان المسلمين.
* هل معنى ذلك أن حزب الإخوان متقوقع على نفسه ولا يضمُّ في عضويته أحدًا من غير الإخوان؟
** نحن لم ننشئ حزبًا بمفهوم الحزب بعد، ولم يكن يمكن أن نسجَّل في قانون الأحزاب باسم جماعة الإخوان، فمن باب المصلحة العليا كنا مضطَّرِّين أن نسجَّل بحزب الإخوان المسلمين؛ لأن القانون مصمَّمٌ ومعمولٌ به لتركيبة الأحزاب وليس الجماعات، والمصلحة اقتضت أن نقنِّن وضعَنا وأن نعمل في دعوتنا، فنحن حزب الإخوان المسلمين، وخارج ذلك نحن جماعة الإخوان المسلمين، فالحزب ليس لافتةً ولكنه الجماعة نفسها، ولذلك فإن المنتسبين له لا بد أن ينطبق عليهم شروط الانتساب للجماعة.
* ولكنه حزب!! فما المانع من العمل تحت لافتته؟! خاصةً أنه يحمل نفس اسم الجماعة!!
** عندما ننشئ لافتةً سياسيةً للجماعة مثل جبهة العمل الإسلامي أو حزب الرشاد أو تجمع الإخوان، عندئذٍ يمكن أن تنطبق على هذه اللافتة ما ينطق على تجربة إخواننا في العمل السياسي، يمكن أن نقبل تحت هذه اللافتة مَن لا يلتزم بمنهج الإخوان، ومن يكون عضوًا بالحزب ليس شرطًا أن يكون مِن ضمن الجماعة، بمعنى آخر أن كل أخٍ في الجماعة عضوٌ في الحزب وليس كلُّ عضوٍ في الحزب أخًا في الجماعة، ولكن نحن إلى الآن لم نصِل إلى هذه المرحلة.
والنقطة الأهم من ذلك أننا لسنا في الوضع القوي الذي يجعلنا إن أنشانا هذه اللافتة نستطيع أن نسيطر عليها، نخشى وبكل وضوح أننا إذا أنشأنا هذه اللافتة والشعب السوداني مولع بالجانب السياسي فيدخل كل من (هبَّ ودبَّ)، وتصبح هذه اللافتة مثلها مثل الأحزاب الأخرى، فلإنشاء مثل هذه اللافتة لا بد أن تكون الجماعة قوية ومحكمة التنظيم وبها الكادر الكافي والكادر المربَّى تربيةً إخوانيةً سليمةً؛ حتى نستطيع أن نساير الأمور السياسية.
* ولكن كيف تتعامل الحكومة معكم؟

** الإخوان في السودان يمرون بوضع أمني أفضل بالنسبة للإخوان في كل العالم، فنحن بحمد الله كإخوان لا نمرُّ بأي مضايقات من قبل النظام الحاكم منذ 1989م وحتى الآن وهذا من باب الإنصاف، وحتى الأحزاب السياسية الأخرى فلا يوجد معتقلون سياسيون الآن في السودان بمفهوم المعتقلين السياسيين مثل مصر، فالاعتقالات على مستوى الطلاب الذين تحاول بعض الحركات المسلَّحة من خلالهم زعزعة الوضع الأمني داخل الجامعات.
** بما أن لكم حزبًا سياسيًّا ومشاركون في الحكومة فهل لديكم وسائل إعلام تعبِّر عنكم؟!
* الإعلام الإخواني داخل السودان ما زال ضعيفًا، وليس بالقدر المطلوب، فنحن حتى الآن لم نمتلك الإعلام القوي المؤثر، ونحن نعدُّ أنفسَنا حتى الآن في طور البناء الداخلي وترتيب الصفوف الداخلية.. هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى نحن نعتمد أولاً كما تعتمد كل حركات الإخوان على منابر المساجد وهذه آلية من آلياتنا، ولدينا موقع إلكتروني يحمل اسم الإخوان المسلمون بالسودان، وننظِّم الندوات والمحاضرات، وبدأنا حديثًا مسألة المؤتمرات الصحفية، ونفكِّر في أن تكون لنا إذاعة، فالأمر أصبح الآن متيسرًا في السودان أن نمتلك إذاعةً خاصَّة بنا على موجات الـFM، وحقيقةً فإن الإمكانيات المادية تمثِّل عائقًا للجماعة في السودان رغم أن الحكومة لا تمارس أدنى تعقيدات في هذا الشأن
وماذا عن وضع أزمة دارفور وموقفكم منها؟
قال د/ على جاويش" أن الادارة الأمريكية تسعى لاحتلال دارفور بقرار أممى وليس مساعدة دارفور كما تدعى الادارة الأمريكية.
وأضاف جاويش أن نشأة أزمة دار فور كانت عبارة عن نزاع عادى بين بعض القبائل حول بعض مساحات الأراضي والمزارع وتطور هذا النزاع إلى ما نراه حالياً من نشوب شبه حرب أهلية وساعد على ذلك حالة من الضعف الأمني، والغريب في الأمر أن قضية دار فور تم تدويلها وعرضها على مجلس الأمن والأمم المتحدة بسرعة كبيرة جدا، فلو نظرنا إلى قضية الجنوب التي استمرت أعوام طويلة ومع ذلك لم تصل إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة إلا في وقت متأخر جداً.
وفسر جاويش تلك السرعة في تدويل قضية دار فور إلى أن غرب السودان ومنه إقليم دار فور غنى جداً بالثروات الطبيعية مثل البترول واليورانيوم وغيرها من الثروات مما جعلها محل اهتمام من الدول الغربية والسعي للسيطرة وتوظيف هذه الثروات لصالحها.
وأشار جاويش الى أن الادارة الأمريكية تسعى للتدخل العسكرى فى دارفور تحت رعاية الأمم المتحدة فقرار مجلس الامن الدولي رقم 1706 هو تكريس أممى للاحتلال واستعمار جديد ولكن بموافقة أممية.
وأكد جاويش على "أن هناك محاولات لاستهداف السودان وثرواته وتقسيمه، وهناك خطة لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة لإضعافها وتفتيتها من أجل حماية أمن إسرائيل". وأعرب نور الدايم عن قناعته بأن المنظمات اليهودية والصهيونية وراء تحريك ملف دارفور والضغط على الحكومة السودانية من أجل تحقيق تللك المخططات.
ورحب جاويش بموافقة مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي على مد مهمة القوة الافريقية في منطقة دارفور السودانية حتى نهاية العام الحالي.وعن موقف جماعة الإخوان فى السودان من القرار 1706 قال جاويش " نحن فى جماعة الإخوان المسلمون فى السودان أعلنا موقفنا بكل وضوح وهو أن الإخوان ضد أى تدخل أجنبي فى شئون السودان ومشكلة دارفور هى مشكلة داخلية وأن تدويلها لايصب فى خدمة وحدة السودان.
وعن رؤية الجماعة لحل المأساة الانسانية فى دارفور قال جاويش " أن اتفاق أبوجا هو خطوة على الطريق الصحيح ويجب على الجميع الالتزام به من أجل الحفاظ على وحدة السودان كشعب وأرض.
وعن وجود بعض الأحزاب والقوى السياسية المرحبة بقوات دولية فى دارفور قال جاويش" بالطبع من المستحيل إجماع الشعب السوداني على موقف موحد ولكن المؤكد أن هذه الأصوات بسيطة ومحدودة جداً ومعظم الشعب السودانى ضد تدخل قوات دولية فى دارفور أو غيرها من الأماكن السودانية.

No comments: