Sunday, May 20, 2007

تجدد الحملة ضد المحجبات في الجامعات التونسية




أكدت مصادر موثوقة بأن الحملة البوليسية ضد المحجبات في تونس قد شملت كامل الأجزاء الجامعية داخل الجمهورية التونسية.
قال مصدر معارض من داخل تونس: إن فرق أمنية جديدة قد طوقت الفضاءات الجامعية والمبيتات وطلبت من الطالبات الامتناع الفوري عن ارتداء الحجاب .
وأبدت أوساط تونسية معارضة استغرابها الشديد من توقيت هذه الحملة في الوقت الذي كانت أطراف قريبة من المعارضة الإسلامية تدعو في حوارات علنية على شبكة الإنترنت إلى الانخراط في مشروعات للمصالحة وطي صفحة الماضي بعد إعادة النظر في أسلوب معالجة أبرز الملفات السياسية والحقوقية بين السلطة وحركة النهضة الإسلامية المعتدلة كما بقية مكونات الطيف السياسي التونسي المعارض.
وفي سياق آخر أكدت أوساط حزبية حاكمة في بعض الجهات تذمرها العميق من الحملة المتجددة على الطالبات المحجبات ,مبدية امتعاضا شديدا من العودة بالبلاد إلى الأساليب الأمنية المباشرة في التعاطي مع ملفات لا علاقة لها بالوسط السياسي المعارض .
تجدر الإشارة إلى أن أوساط حزبية من التجمع الدستوري الديمقراطي-الحزب الحاكم في تونس- باتت تخشى على نفسها من جهات أمنية وسياسية نافذة ,في ظل تهديد المعترضين على مثل هذه الحملات بتوجيه تهمة التعاطف مع ما تسميه فئات رسمية حاكمة بـ"فلول الإرهاب" .
وأكد محللون سياسيون أن كل المؤشرات تدل على أن السلطات لا تريد الإصغاء إلى منطق الحكمة والعقل ,بل انها تعود بمثل هذه الممارسات على حد قولهم إلى أجواء الاحتقان الشديدة التي سبقت تغيير 7 نوفمبر من سنة 1987 .
وقامت السلطات التونسية بمحاصرة الأجزاء الجامعية بمدينة صفاقس ,حيث سجل حضور عدد كبير من عناصر الفرق الأمنية المختلفة مسنودة بميليشيا مدنية توجهت إلى مختلف كليات جامعة صفاقس قصد منع الطالبات المحجبات من دخول الحرم الجامعي أو حتى المبيتات الجامعية .
هذا وأكدت لدينا مصادر طلابية في وقت لاحق وقوع اشتباكات بين عناصر أمنية حاصرت الجامعة وبين طلبة أبدوا مساندتهم المعنوية للطالبات المحجبات , فيما ذكرت نشرة طلبة تونس الطلابية: بأن طالبة أصيبت بجروح بالغة على خلفية ما جد من أحداث امنية بجامعة صفاقس.
وقال شاهد عيان أن أحد مديري المبيتات الجامعية بالجهة قام بالاعتداء الجسدي العنيف على احدى الطالبات المحجبات مطالبا اياها في الأثناء بالبحث عن سكن اخر خارج المبيت في ظل اصرارها على التمسك بقناعاتها الشخصية والدينية في الملبس.
ومن جانبها اعتبرت حسيبة سويلمى مقررة لجنة الدفاع عن الحجاب تونس أن الحملة على الحجاب التى يشنها النظام التونسى على المحجبات هل حملة مستمرة ولم تتوقف منذ صعود زين العابدين بن على الى الحكم فى تونس.
وأضافت حسيبة فى تصريح لإخوان ويب أن هذه الحملة لا تستهدف المحجبات فقط ولكنها دليل واضح على ضيق النظام التونسي بحرية الممارسة حتى فى الزى مما يؤكد على التدهور الواضح فى الحريات وحقوق الإنسان.
وأكدت حسيبة أن الشعب التونسى يعيش كله فى ظل هيمنة وسيطرة كاملة من النظام التونسى وتغيب عنه أبسط مبادئ الحريات التى يجب أن يمارسها الانسان وهى حريته الشخصية فى ارتداء الزى الذى يناسبه.
وأضافت حسيب اذا كان هذا الحال بالنسبة لارتداء المرأة الحجاب فكيف يكون الحال بالنسبة لمن يحاول أن ينتقد النظام التونسى.
وانتقدت حسيبة بشدة دور الدول الأوروبية فى دعم النظام التونسى بالرغم من تاريخه الأسود فى مجال الحريات وحقوق الانسان.
يذكر أن تونس تشهد مثل هذا التصعيد الأمني والرسمي في حق المجتمع وقادته البارزين في ظل مناخ عبرت فيه شريحة واسعة من الإسلاميين عن استعدادها للانخراط في مشروع مصالحة وطنية عادلة وجادة تنهي حقبة الاضطهاد والاحتقان العام وتعيد الحقوق الأساسية لضحايا القمع السياسي .

No comments: